بين أزقة ضيقة ،
وبيوت من طمأنينة تساند بعضها البعض ،،
يفوح منها عبق سنين ، وسنين ..
تحاكي المارة من مغترب ، ومحب ، تدير في ملامحها مجرى الموت ، لتكون هي المنذر ،
والنهر ، والحياة ..
تقول ، أنا هي أزقة النجف ، كنت
انتظر بين ثراء حبي لها ، والكتب ،، موعدا الهث بدعاء ربي ، اشرح لي صدري ويسر لي
امري ، واذا بمناد يناديني ! ست زينب ؟ ..
نعم أنا هي .. حيث كانت السماحة
والابتسامة والسلام ، تملأ وجهه الصبوح ،، سرت معه ومع احد تلامذته ، بين الأزقة
الملهمة للشعر والفكر ، والروح .. سرت لبيت ، يقارب عمره الثلاث قرون ،، هذا البيت
، هو مكتب المرجع الديني والمفكر والعالم عدي الاعسم ..
والذي يعطي فيه الدروس لتلامذته
ومحبي العلوم وتشفى فيه صدور قوم مؤمنين.. بكل سماحة ونبل استقبلني ، وقدمني
لتلامذته ومحبيه الذين يحيطون به والسكينة والسلام ، تملأ قلوبهم ..
نبذة تعريفية حول شخصية سماحة
العالم والمخترع والمرجع الديني الشيخ عدي الاعسم / انه من مواليد 1958،
علّم نفسه بنفسه فهو التلميذ
والأستاذ لها ، بدأ بمرحلة المقدمات والتي تعني الابتدائية ثم السطوح وهي مرحلة
المتوسطة والثانوية وبحث الخارج هو الدراسات العليا ، والعلوم العشرة
وهي النحو ، الصر ف ، المنطق ،
البلاغة ، الفقه ، اصول الفقه ، الحديث ، علوم القرآن ، علم الكلام ، أي العقائد ،
والفلسفة الإسلامية في حوزة قم والنجف للشيخ الاعسم مؤلفات كثيرة وغزيرة بالعلم
والمعرفة ونذكر هنا بعض منها علم السؤال ، الجانب العقلاني في اللامعقول يتناول في
كتابه هذا الفلسفة الغربية باسلوب مكثف فهو يتناول التاريخ الفلسفي بدأ من فترة ما
قبل ارسطو
له مؤلف آخر بعنوان الجهلة يقودون
الأذكياء ، في مقدمة هذا الكتاب يقول .. الوطني كلمة مقدسة لكن كم ارتكبت باسمها
خروقات وجرائم ،، وكتاب مقومات الخطف العسكري, فن المناظرة . أصول موحدة لفقهة
الإسلام ، نقد الحلقات والكفاية.
كان لقائي به يوم الثلاثاء المصادف
18/6/2019 في النجف الأشرف
بعد الضيافة المباركة التي أكرمنا
بها ، كنت قد التقيت به في زيارة رئيس البرنامج الدولي لتكريم أفضل الشخصيات
المبدعة والمطورة في الشرق الأوسط السيد صادق الموسوي مع الوفد المرافق شمل ممثلين
عن المفوضية الدولية وبعثة السلام الدولية للشرق الأوسط وتجمع السلام العالمي الى
العالم الرباني والمفكر والمبتكر والمخترع المرجع الديني سماحة الشيخ (عدي الاعسم
) في العام السابق 2018.. كان يستمع لكل من حوله ،
وهنا كان سؤالي لسماحته..
س- نتكلم معكم بصفة العالم
والمخترع لعدد من الاختراعات المهمة النافعة للبشرية نرجو من سماحتكم ان تطلعونا
على أهم تلك الاختراعات والانجازات العلمية ؟ ولقد سمعنا وقرئنا عن ثورة اختراعك
الاستنساخ الضوئي؟؟
أجاب سماحته –ان هذا الاختراع
يعالج كيفية توريث صفات الجين DNA ونقلها
الى الخلايا المذكورة كذلك يصمم اختراعا بمقدوره ان يستنسخ المواد الغذائية مثلا
من خلال تنضيد الفوتونات بما ينتج توليداً باردا للعدد الذري واواصره الكيميائية
التي تدخل في مكونات المواد الغذائية وغيرهاn الخلية
الضوئية تخضع الخلية الى قواعد نتروجنية يرمز لها بAGTC حيث
تتخذ تشكيلا ثلاثيا متوالي الشفرات ،
لكن طريقة إنتاجها للخلايا الأخرى
وتوريثها لنفس الخصائص يترجم عندنا الى إشعاعات تصدر منها لتنظم كذرات وأواصر
مطابقة للأصل ....
ذلك أن نواة الخلية التي يتناولها
الباحث البايولوجي قد أسهم الباحث الكيميائي في التعرف عليها خصوصا في كشفه عن
الحامض النووي الريبوزي المنقوص الأوكسجين المسمى
ال DNA وهذه
النواة التي تتكون من كروموسومات لها دلائل ملتوية أهم مكوناتها سكر ريبوزي منقوص
الأوكسجين مرتبط بجدار الأوكسجين ويرتبط الى الداخل بالقواعد النتروجينية المذكورة
الأربع تتشكل في توزيع ثلاثي كما تتشكل الكلمات من الحروف
وقد أحصى العلماء 70 ألفا من
الجينات في جسم الإنسان وتمكنوا من قراءة ثلاثة مليارات حرف كيميائي يمثل تسلسل
الأحماض الامينية التي تقترن مع تنظيم الجينوم ويمكن التعرف على تنظيم هذه الأحماض
وسلوكها من خلال البروتينوم ولذلك فأن أي خلل في التفاف جدائل الكروموسومات والعقد
يؤدي الى أمراض مثل الزهايمر وجنون البقر.......
ومن المثير للغرابة ان الباحثيين
لم يواجهوا سوى الفشل في التعرف على سر استنساخ الخلية لخلايا أخرى في داخل الجسم
لتورثها الى الأجيال القادمة .
ان من استنسخ النعجة دوللي يعرف
كيف يهيئ الظروف اللازمة ولكن الذي لا يعرفه كيفية انقسام الخلية
ولماذا تضع الخلية بعد مخاض خلايا
مطابقة لها إلى حد ما , حقا ان الطابعة بمقدورها ان تستنسخ سطح الصفحة بما تحمل من
حروف ناتئة ولكن كيف للخلية ان تستنسخ تركيبها الداخلي ؟
مثل هؤلاء لم يتمكنوا من الإجابة
عن هذا السؤال وحسب بل لم يحاولوا إثارته بعمق ويجب ان نذكر ان التوزيع المتباين
للأواصر الكيميائية و الذرات بوجه عام يهىء فرصا مناسبة يتيح فيها اما امتصاص قدر
كبير من الفوتونات الوافدة المشتتة او ترتد لتنعكس منتظمة .
ويبدو ان الخلايا العضوية تنشط من
فترة إلى أخرى دوريا لتنتج مواد مثبتة من طراز نترات الفضة والدايكرومات فتواليها
بفوتونات تنعكس عنها حيث تنتمي الى الاشعة تحت الحمراء وفوق البنفسجية ويتواصل مثل
هذا الإنتاج
وهذا الانعكاس يتدفق لغرض التثبيت
ويتم ذلك بإيقاع متجانس مع عدد قشرات الخلية اذا جاز التعبير لتوليد خلايا مطابقة
للأصل
في النهاية ننوه إلى إن مشروع
الجين الأزرق اذا تم انجازه بشكل متكامل لمراقبة تشكيل البروتين فأن تصميم أجهزة
الكمبيوتر عالية الجودة و السرعة التي تسعى لملاحقة الخلية وهي تنشط لتوريث خواصها
الى خلايا أخرى بمثل ما تنظر ,لكفيل ان يبرهن تجريبيا على فروضنا. واتساقا مع هذه
الكيفية التي تنتقل فيها المورثات الى الخلايا نتمكن ان نحاكي عمل الطبيعة بتصميم
جهاز متطور تنبعث منه أشعة تحت الحمراء
مثلا فتنطلق الى مديات متفاوته
نسبيا لتنعكس بتفاوت أيضا و اعني يفترض ان ينطلق دفق متواصل من الأشعة ينفذ الى
القشرة الأولى من المواد الغذائية (على فرض ان كل مادة كونية يمكن تقسيمها عموديا
او افقيا الى ملايين القشرات) لتنعكس الى لوح فوتوغرافي
مثلا فيه مواد مثبتة كنترات الفضة
ثم يتحكم الجهاز بإطلاق أشعة أخرى بحيث يصل مداها الى القشرة الثانية فقط لينعكس
الى اللوح الفوتوغرافي المذكور تحت الأشعة المنعكسة قبلها و هكذا يفترض ان يتواصل
الانبعاث و الانعكاس لينتج نسخه أخرى من دم ولحم للمواد المذكورة
خصوصا وان الكشف المختبري الذي
يجرى على سطح ألصوره الفوتوغرافية لم يكشف ألا عن ذرات و أواصر كيميائية اذ ان
التركيب المادي لأي ظاهره كونية يتكون من الالكترونات و النواة و تنحل الذرة الى
اللبتونات
و الكواركات وهكذا تنحل الى
الفوتونات
ويبدو ان الفوتونات التي تسلطت على
اللوح الفوتوغرافي تحولت الى ذرات بعد ان نفذت الى قشرات المواد الغذائية فانتظمت
الى قالبها الذري ثم انعكست كرد فعل حافظت اثناء عبورها الى اللوح الفوتوغرافي
المذكور و استقرارها فيه على ثابت التناسب بين الذرات الوليدة ونستطيع ان نعبر
رياضيا
عن هذه الظاهرة كمعادلة خطي= Ax+by+c
0 والان نستطيع ان نقول ان
فرضيتنا تعالج كيفية انتقال المورثات من الجين الىى الخلايا وتعالج كذلك مشكلة
المجاعه في العالم خلال استنساخ المواد الغذائية بواسطة الفوتونات و ما اكثره.
س2 - ماهي نتائج الاختبارات التي
أجريت حول المشروع ونجاحه ؟ وفي أي مجال يخدم البشرية؟
جواب سماحته - أهم ما توصل اليه من
نظريات وتطبيقات عملية عن برآءة الاختراع التي تحمل عنوان ( الإستنساخ الضوئي ) في
رحاب جامعة الفرات الأوسط التقنية وكان باستقبالي رئيس الجامعة . قدمت وقتها شرحاً
مفصلاً عن الإستنساخ الضوئي وأهميته في إنتاج الخلايا ومعالجة الأمراض السرطانية .
وأثبت ذلك من خلال التجارب العملية
أن الأستنساخ الضوئي نجح تجريبياً في التجارب المختبرية التي اجريت في محافظتي
النجف الأشرف وبغداد على مادتي الماء واللحم ،
وفي المادة الأخيرة تم استنساخ
زيادة مقدارها النهائي نسبة واحد الى عشرة . ويذكر ان هذا البحث قد شارك في معرض
علمي في ألمانيا عام ٢٠١٧ وتم اختياره من قبل شركة روسية لغرض الاستثمار
لكن سماحته رفض ذلك مفضلاً
استثماره في بلده العراق .. ومازالت تجاربه قائمة وفي تطور مستمر
.. س3_ هل هناك عقبات تعيق تنفيذ
هذا المشروع ؟
جواب سماحته : لقد واجهت الكثير
الكثير من التهميش والتجاهل قالها لي وهو مبتسم وحمد الله كثيرا وقال انتِ اول من
سأخبرهم بان اليوم أزيحت تلك العقبات وبدأ المشروع يبصر النور في ارض الرافدين ،
وأصر قائلا أريده ان يتحقق في بلادي فهو أولى من أية دولة أخرى ، لا مانع لدينا من
ان تكون له فروع في دول اخرى لكن بلدنا وأهلنا أحق علينا بالتأكيد والحمد لله فقد
تم الاتفاق مع بعض الأساتذة منهم البروفسور د. بسام الفاعور حاصل على البورد
الأمريكي لأمراض الدم والسرطان وحائز على شهادة تقدير كأفضل دكتور سرطان لمدينة
شيكاغو في الولايات المتحدة وحاليا استشاري للخلايا الجذعية لجامعة شيكاغو University
of Chicago التي تعتبر
من افضل الجامعات في امريكا ولديه خدمات عديدة ومقالات مطبوعة في جريدة winina
times عن الوقاية
من الأمراض الخبيثة والطب الوقائي. لديه اهتمام كبير في توعية المجتمع لحياة صحية
وتجنب الأمراض ،
والبروفسور د.مازن الحسيني عضو
جمعية المخترعين والمبتكرين ، الحاصل على عدة جوائز لمعارض عالمية ،، لديه أكثر من
١٢ كتاب مؤلف ، وثلاث وثلاثون بحثا علميا ،
عمل مساعدا لرئيس إحدى الجامعات
وعميد كلية
.. وقد تم الاتصال بينهم لشرح
الإلية الخاصة بالعلاج ، واستخدام الأجهزة الخاصة بها ،
اما الأجهزة فهي عبارة عن نوع خاص
من الأشعة ، تخترق مسافات محددة ، وبزوايا محددة أيضا ،،
وسيتم تصنيع الأجهزة المختبرية من
قبل مخترعين عراقيين.
س4 من وقف معك في مسيرتك العلمية ؟
وما هي مشاريعكم القادمة لخدمة البشرية؟
جواب سماحته: لله الحمد الكثير من
الطيبين والمؤمنين ومحبي العلم والمعرفة كان لهم الدور الفاعل والمشرف معي اذكر
هنا طلبتي في الحوزة العلمية ومحبي البحث والعلوم والناس النيرة العقول والقلوب
والمبدعين كانت لهم بصمة في حياتي العلمية والفضل اولا لله سبحانه وتعالى
.. الأجمل كان في لقائي معه
الابتسامة ومسحة الحزن التي تشهدها عيناه والصبر الجميل الذي يحتويه وهمه على
العراق بل على العالم اجمع من لعنة أسلحة الدمار الشامل ،، يقول ان خوفي كبير منها
واني ابحث الان عن درع يقف بوجهها وكُلي ايمان بان اجد حلا لها حتى تتساوى القلوب
، قلت له كيف تتساوى القلوب قال ستصبح كلها عطاء ان عالجنا العامل الاقتصادي فلدي
مشاريعي وبحوثي التي ما زالت قيد التنفيذ وأغلبها يتم معالجته من خلال الضوء ..
ونحن نتبادل حديثنا الشيق امام
سماحته انا وبعض الزملاء ،، شعر احدهم بنعاس شديد ، فقال له الشيخ عدي الاعسم ،
سأدعك الان تتخلص من نعاسك !
ابتسم الزميل حيدر وقال كيف ! ؟
قال له فقط ب٣٠ثانية ستتخلص منه
بحركة علمية واذا به قد تحرر من نعاسه وعاد لصحوته ، امام انظارنا ،،
وكان ذلك مثال حيا لنا ، ومن الصدف
الجميلة ، التقينا ايضا بأحد المرضى اسمه سامر عبد الحسن ، والذي تم شفائه من ورم
في الكبد كان أيضا مثال حي لنا ،
واتصلنا بشخص آخر من جنوب العراق
اسمه سميع بديع ، وقد تم شفائه ايضا ولله الحمد ومازالت بحوثه متوالية لإنقاص
الوزن في مناطق معينة في الجسم حسب طلب المريض ، والتخلص من آلام الأسنان دون
قلعها ، والتقليل من ساعات النوم الطويلة ومازالت أبحاثه مستمرة ومثمرة
س5- ماهي هواياتك الأحب إليك ان
كانت لديك
جواب سماحته - البحوث والعلوم
والوصول لها من خلال التجارب.
بعدها قمنا بجولة بين أزقة البيت
العتيق وجدرانه التي شهدت ولادته وقتها كانت حقا تحمل دموع وضحكات وكلمات شعرت بان
الأبواب فيها تبتسم الجدران تصلي وهو يقرأ لنا وقد أهدانا بعض من مؤلفاته ، تحمل
توقيعه وقد اختتم لقائنا معه بحكمة وأمل وكرم ..
كان لقائي به بحورا من علم ونور
وسماحة وسلام رغم اني افتقدها احيانا في بلادي .. لقد تعلمت من صمته الكلام وعشق
الوطن وما زلت منه أتعلم ، و سأتصفح ما يتيسر لي من مؤلفاته القيمّة .
الصحفية والإعلامية زينب الرفاعي
مديرة مكتب النجف
لمؤسسة السلام للثقافة والإعلام
ووكالة صوت العراق الإخبارية .