الخميس، 10 مارس 2011



فساد سعادة السفير و دلالات الاحتراق العربي الكبير
   قد يستطيع الإنسان أن يعبّر عن رفضه للظلم و التهميش وانتهاك مقومات حياته اليومية و المعاشيّة البسيطة بأشكال مختلفة, تكون الغاية الرئيسية منها  هي جذب اكبر قدر من الانتباه إلى ما يعتقد أنها مشكلة جوهرية تمسّ حياته و وجوده كانسان, ليس له وحده فقط, وإنما لمشاركين آخرين كثيرين من حوله كلاعبين مجهولين و رئيسيّن يشاركونه مساحة من الأرض اسمها الوطن.
ومن رحم هذه الأشكال التعبيرية لممارسة الرفض العلني للطغيان و الظلم ولدت مدارس كثيرة, منها, على سبيل المثال و ليس الحصر, العصيان المدني, الكفاح المسلح, ثورات الجياع, الاعتصام, المظاهرات, الرشق بالبيض و الطماطة ثم ثورات الحجارة, تخيّط الفم, الامتناع عن الطعام ,,الخ
 نحن ألان أمام واقع جديد من مظاهر هذا التعبير اشدّ قسوة و اشد بؤسا من كلّ أنواع الظلم و الطغيان نفسه انه...حرق الذات..أي الانتحار.... حرقا بالنار!!
إن من يصبّ البنزين على جسده و يحترق أمام الناس هو بالتأكيد صاحب رسالة يريد أن يوصلها و أن يسمعها للجميع..و هو مقتنع بهذه الرسالة اشد الاقتناع و بضرورة أن يتم إيصالها بأي ثمن..حتى لو كان هذا الثمن هو حياته !!
تتعدى رسالة الظلم هذه حدود الرؤية المادية للأشياء كجسد إنسان محترق..لتصل الى رؤى ابعد من ذلك تتمثل بروح حائرة محترقة تسير خلفها الآلاف من الأرواح المستأنسة بهذا الفعل الناري طلبا للخلاص. اترك هنا للمتفقهين في الدين لمناقشة القضية بعد الممات أو الانتحار..لأننا سنتناولها فقط من ناحية الحدث كظاهرة و كفعل تستحق الوقوف عندها في هذا المنعطف التاريخي الذي يمر فيه واقعنا العربي و العراقي تحديدا.
 من سبارتاكوس إلى جيفارا حتى غاندي لم تهدأ يوما ثورات العالم المطالبة بالعدالة الاجتماعية, الكرامة, الحرية مع الخبز..و على النقيض من ذلك تماما, لم تشبع البطون الخاوية و العقول المريضة التي تمسك بزمام السلطة لتكدّس المال ثم المال ثم السلطة ثم لتكدس كلاب السلطة ومعهم أقرباء السلطة ثم جواسيس السلطة و (لوكيّة السلطة) لتسرق المليارات من المال العام و الإشكالية الكبرى هنا تقع في أنهم  يظنّون بخلودهم في هذه الدنيا الفانية!!
 يذكر لنا التاريخ و بكل فخر أناسا ترفعوا عن المال و الجاه السلطوي و وضعوه تحت أحذيتهم فزادهم التاريخ رفعة و سموا كأصحاب قضايا مصيرية تفاخر بهم أحفادهم و شعوبهم و تتشرف بهم مناصبهم و ليس العكس وعلى النقيض من ذلك أيضا, يذكر لنا التاريخ أناس تمسكت بهم مزابله..مع احتفاظ أحفادهم بدراهم من أموال الشعوب التي سرقوها..مغمورين في بقاع الله خجلين من التاريخ المزري لأجدادهم الملوّث بدماء الشعوب المقهورة!!
ترى, هل ينتبه حكام العراق الجديد إلى إشكالية المال, السلطة, حكم التاريخ.. مع علمهم أن الشعب العراقي (مفتّح باللبن)؟؟
من يريد أن يبني له مجدا فليكون من اجل الشعب.....و ليس على حساب الشعب.
بعد هذه المقدمة, نعود إلى ارض الواقع..وهنا تسكن العبرات..
 هناك حقيقة مفرحة أكدها لي مصدر, وهي أن من بين أروقة الحكام و المسؤولين الآن  الكثير من الشباب الذين تطوعوا خيرا ليرصدوا عدد السرقات و يحصوا المبالغ المسروقة وكلّ شئ يوثَق و خصوصا نحن نعيش عصر الالكترونيات, الميكروفلم, وسائل الاتصال و التصويرالحديثة, وبورك بجهود الشباب و الشابات الذين يعملون ليل نهار ليحفظوا للتاريخ وللأجيال حقوقها من السرّاق الطارئين و ذلك لامكانية رفع الدعاوى القانونية لاحقا لاسترداد مال الشعب المسروق.
   وسوّد الله وجوه من يستخدم هذه التكنولوجيا المتطورة لينصب الفخاخ و المصائد لزملائه و (يعلسهم) على طريقة (الملازم نمر..في حارة الضبع)
عن نفسي وبحكم عملي فقد قادتني الأقدار لأعايش و ارصد عن قرب بعض هذه السرقات و قد أعددت موسوعة بالدلائل المادية التي لا تقبل النقض أو الشك عن سرقات احد السفراء العراقيين في أوربا و بتواطؤ من بعض العاملين معه..طوال أربع سنوات من عام 2005 و حتى عام 2008..
السؤال الذي يحيّرني ألان هو:
 لمن سأعطي هذا الملف المتعلق بوزارة الخارجية و تحديدا بسفارتنا في إحدى عواصم أوربا المهمة؟؟
وهل هناك موقع ويكليكس عراقي ليطلّع أبناء البلد الشرفاء كيف يتم التلاعب  و كيف تسرق أموالهم  و أموال العراق؟؟
أكثر من خمسون وثيقة دامغة  ومبالغ تصل إلى مئات الآلاف من اليوروات, فواتير مزوّرة, عمولات و قومسيون,شركات وهمية, بيع شيكات وقود مسبوقة الدفع, ...الخ!!
هل هناك جهة محايدة و نزيهة في العراق الجديد مسؤولة يمكن الوثوق بها لتعيد مال الشعب المسلوب من هذا السفير بعد إجراء التحقيقات الأصولية اللازمة في أرشيف الوزارة و السفارة المعنية و مطابقتها مع الواقع و المعطيات ؟؟؟
وهل هناك نزيه في لجنة النزاهة او في لجنة العلاقات الخارجية..يدفعه حب الفضول لمعرفة ما جرى, لينتقم لفقراء و أيتام هذا الشعب المسكين الذي انتخبه في يوم الصواريخ, ويعيد الأموال المسروقة التي تحولت إلى عقارات و حسابات في بيروت و جنوب فرنسا  و فيينا و بغداد ؟
وهل سوف يتم استدعائي إلى بغداد (على نفقتي الخاصة) من قبل القاضي عبد الرحيم حسن العكيلي, ليسمع بحيح صوتي و لأسلمه الملف (باليد) كاملا ليشير بفتح تحقيق محايد و نزيه و كما يحدث في الدول التي تحترم قوانينها و مواطنيها و تاريخها و التي يحمل هذا السفيــــــــــــــــــر  إحدى جنسياتها.
تقول بعض مصادري أنّ ما تمّ سرقته على يد سعادته من أموال سيتحول بعد وفاته إلى قسم الموروثات البلدية في عاصمة بلده الثاني في إحدى دول أوربا لعدم وجود وريث شرعي له و سوف يوزع هذا المال إلى الجمعيات الخيرية و حسب قوانين ذلك البلد!!!
أريد أن أزيح هذا الكابوس عن نفسي لكي لا احرقها كما فعل الشهيد التونسي محمد ألبو عزيزي رحمه الله. 
بانتظار ردودكم و مشورتكم , أفكر في نشر الوثائق تباعا و على موقع كتابات و سأكون مسؤولا أمام الله سبحانه و تعالى ثم القانون و القضاء عن كلّ ما يرد فيها.
ملاحظة:  البريد محمي من المتطفلّين.
نسخة منه إلى/
ـ الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجع الشيعي الأعلى في العراق السيد علي السيستاني
ـ الأستاذ مدحت المحمود رئيس مجلس القضاء الأعلى
ـ السيد همام حمودي رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب
ـ الشيخ صباح ألساعدي رئيس لجنة النزاهة في مجلس النواب
ـ السيد القاضي رحيم العكيلي رئيس هيئة النزاهة
ـ مكتب معالي السيد وزير الخارجية
ـ مكتب السيّد المفتش العام في وزارة الخارجية

هلال محمد حسين

ليست هناك تعليقات:

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...