الثلاثاء، 5 أكتوبر 2010


المقالات
 
من ثأر للصدريين .. مقتدى الصدر ام عمار الحكيم

Sunday, 10.03.2010, 10:45pm (GMT)

علي السلمان
من مفارقات العراق الجديد بروز مشاهد متناقضة واشخاص طارئين ومزايدين وانقلاب الموازين وخلط الاوراق وحجب الرؤية وانكشاف الشعارات الوطنية عن غيرها وتحول دعاة الوطنية الى اصحاب صفقات ومساومات
.
المخاض الاخير والضغط الخارجي على السيد مقتدى الصدري للتراجع عن الخطوط الحمر التي وضعها على تجديد الولاية الثانية للمالكي تحولت الى خطوط خضر واشارات واضحة لقبول المالكي رغم ان اكبر ضحايا المالكي هم الصدريون وصولة الفرسان التي فتكت بهم كان اخطر من ام الربيعين التي تحولت الى فرصة لدعم الارهابيين والدفاع عن البعثيين في الموصل
.
المجازر بحق الصدريين التي أرتكبها السيد المالكي هي من ابشع جرائم الحكومة الحالية التي حشدت كل ابناء القوات المسلحة لاستئصال واعتقال ابناء الخط الصدري ولكن التراجع الاخير في الموقف الصدري قيادة وليس قاعدة يعطي اكثر من علامات استفهام على وطنية هذا الخط وتفريطه بالدماء الصدرية من اجل صفقة سياسية غير مضمونة ومساومة غير معلومة ومتاجرة غير محرزة النتائج والثمرات لاعتقادنا ان المالكي سينقلب على الصدريين فور تسلمه رئاسة الوزراء من جديد
.
واثبتت الاحداث المتسارعة وازمة تشكيل الحكومة وبروز الصفقات والمساومات التي ابرمها الصدريون مع المالكي اثبتت بان ثوابت الصدريين ضحية الالاعيب السياسية الرخيصة وان قائدهم السيد مقتدى الصدر لم يمتلك الثبات على موقفه ولم يستطع مواجهة الضغوط عليه وتخلى عن موقفه ونسى وتناسى بان دماء الصدريين مازالت لم تجف ومقابر الصدريين في وادي السلام مازالت تستفز الصفقات والمساومات الصدرية وستتحول لعنة على كل المزايدين على هذا الخط الشريف
.
الثأر لدماء الصدريين قد تتحذ عدة اتجاهات وليس الرد المسلح بالضرورة خاصة ان العراق لا يحتمل او يتحمل ميليشيات خارجة عن ادارة الاجهزة الامنية الرسمية وكان يفترض بالصدريين الثأر من المالكي سياسياً وقد سنحت فرصة تأريخية لهم لتفويت الفرصة على المالكي وجو بادين ولكنهم قد اغرتهم الدنيا بغرورها وانستهم اخطاء المالكي بحقهم
.
والجدير بالتذكير بان موقف السيد عمار الحكيم كان موقفاً نبيلاً وشجاعاً ومستقلاً وعكس شهامته وتحديه وصموده وترفعه عن كل الاغراءات التي اشار اليها ائتلاف دولة القانون اليه ولكنه اثبت اباءه وكبرياءه وعناده الايجابي فقد وقف مع الصدريين وقفة مشرفة لا يمكن نسيانها او اغفالها فقد كان شرط المالكي للدخول في ائتلاف واحد في الانتخابات النيابية هو استبعاد وابعاد الصدريين فرفض السيد عمار الحكيم ذلك بقوة وقال له نحن استوعبنا السنة في ائتلافاتنا فكيف نغيب الصدريين عنها وانفرد المالكي بائتلاف دولة القانون ليبقى السيد عمار الحكيم مع الصدريين وهو غير نادم لما استطاع الصدريين الاستفادة من اصوات المجلس الاعلى داخل الائتلاف الوطني فالمجلس الاعلى فاق كتلة الاحرار ( الصدريين ) بفارق مائة الف صوت ولكن التوزيع المناطق مكن الاخوة من الحصول على اربعين مقعداً وهذا لا يزعج المجلس الاعلى كثيراً لانه يدرك طبيعة اللعبة الديمقراطية وضريبة التوحد بائتلاف واحد
.
وبعد الانتخابات والسعي لتشكيل الحكومة وجه نائب الرئيس الامريكي جو بادين مقترحاً خطيراً لاقصاء الصدريين وذلك بتشكيل حكومة بين ائتلاف دولة القانون وائتلاف العراقية والائتلاف الوطني باستبعاد الصدريين وكان اول الرافضين لهذا المقترح هو السيد عمار الحكيم واياد علاوي بينما اول الموافقين له هو السيد نوري المالكي
!!!.
وبعد ذلك كله يبقى السؤال الجديد بالتذكير هو من ثأر للصدريين وغضب لاخطاء الحكومة السابقة وممارساتها الكارثية هل هو السيد مقتدى الصدر ام السيد عمار الحكيم ومن انحنى امام عاصفة الجوار الاقليمي والضغوطات الخارجية هو مقتدى الصدر ام السيد عمار الحكيم؟
من استطلع اراء الصدريين في الفضيلية والكمالية والحسينية ومدينة الصدر سيتحسس الجواب الحقيقي على هذا السؤال ويعرف من هو الذي ثأر للصدريين بوضوح ومن تقلب بمواقفه وثوابته
.
والذي يجيب على هذا السؤال هم الصدريون اولاً والشعب العراقي ثانياً والوجدان والضمير الوطني سيجيب قبلهما

ليست هناك تعليقات:

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...