الثلاثاء، 17 أغسطس 2010

اشارات عرفانية وتوضيح حقائق ربانية.

* القرب من الحق امل المشتاقين :
ورد في دعاء كميل بن زياد (رض) هذا القول ( ياغاية آمال العارفين)
وورد عن الامام السجاد(ع) بقوله :
(... جوارك طلبي ووصلك مني نفسي وفي هواك صباوتي ،
ولقاؤك قرة عيني ، يا نعيمي وجنتي ، يادنياي وآخرتي ).
اي طلب القرب المعنوي والجوار الحقيقي ،
وان اللقاء ليس بالعين الظاهرية بل اللقاء بالقلب الذي (هو معكم اينما كنتم )
وهذا القرب ليس له ربط بالحلول والاتحاد ، وليس هو اتصال موجود بموجود آخر
او دخول موجود في موجود آخر ، بل انه ازالة الساتر بحيث يفهم ان ذاته وجميع الموجودات هي آيات الحق واسماء الله ، وغير موجودات بالاستقلال .
اي ان يكون مطمئنا" بان وجوده ووجود كل موجود من الله ،
مثل قوله (الله نور السموات والارض) اي انه ظهور ووجود ، لانه تعالى قيوم الموجودات ،
فقوام وتحقق كل موجود منه .............

* علم اليقين وعين اليقين :
(وقل ربي زدني علما").
ان عين اليقين هو رؤية القلب الذي هو اعلى مرتبة من العلم، وعندما يصل الفرد الى الرؤية يجدها آثارا" ، مثلما حصل لموسى(ع)
بعد ان حصل على علم اليقين ووصل الى مقام التكليم (وكلم الله موسى تكليما") وسماع موسى لكلام الله، والذي هو راجع الى عوالم القلب (نزل به الروح الامين على قلبك) واصبح قلبه الشريف مستعدا"
للتكلم ، عند ذلك طلب من الله الرؤية فقال (ربي ارني انظر اليك)
فموسى(ع) أجّل من ان يطلب الرؤية الحسية ،
فهو يعلم بانه من المستحيل رؤية الله سبحانه بهذه العين ،
فالعين الحسية للبشر لا ترى الا الاجسام والالوان ،وفق شرائط خاصة ،بان لا يكون القرب والبعد كثيرا ولا يكون هناك حائل او ضلام دامس ، بعد ذلك فهي ترى ما تراه العين الحيوانية ،
اما الله تعالى فهو مجسم الاجسام فلا يقال له الجسم ومكيّف الكيف فلا يقال له واين الاين فلا يقال له اين ،
فهو صانع الاجسام فكيف يكون جسما"بحيث يكون محتاجا"، لان الجسم حادث وممكن .
وعندما يقول موسى(ربي ارني انظر اليك) فهذه الرؤية ليست بالعين الظاهرية ،
وقوله تعالى (قال لن تراني )اشارة موسى لانه لم يخرج بعد من حجاب نفسه ،
فلذلك استحال عليه ان يرى الله ،
فعندما يقول (ارني انا) فهذه ال (انا) هي الحجاب
( ولكن انظر الى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني )
ويحتمل ان يكون هذا الجبل النفس فاذا انهدم واندك هذا الحجاب الاعظم وهو جبل الانانية والذاتية
حينذاك يحصل الشهود ، وعند ذلك تحدث الصعقة ويموت الحجاب الاعظم وهو ال (انا) موتا" اراديا"
(فخر موسى صعقا

ليست هناك تعليقات:

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...