الثلاثاء، 17 أغسطس 2010

طاعة الملائكة لرب العالمين ، وخروج طائر القدس بعد الموت.
ان طاعتهم لله سبحانه كطاعة الحواس وخصوصا" الباطنية للنفس
من حيث انها لا تحتاج في ايراد اخبار مدركاتها الى النفس الى أمر ونهي ،
بل كلما همت بأمر محسوس امتثلت الحاسة لما همت به واوردته اليها بلا زمان ولا تهاون وعصيان ،
وهكذا طاعة الملائكة لرب العالمين ( لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون)
وايضا"لا تعلم الحواس ان للمحسوس وجودا" في الخارج ،
بل هذا انما هو شأن النفس وبهذا الوجه مثلها كمثل الملائكة المهمة الوالهين بجمال الحق سرمدا"
على ماورد في الخبر (ان لله تعالى ملائكة لا يعلمون ان الله خلق آدم وذريته)
اما عن الروح فهو عظيم الملائكة وموجد الارواح
وكما وصفه امير المؤمنين (عليه السلام): قال
(الروح ملك من الملائكة له سبعون الف وجه، ولكل وجه سبعون الف لسان
ولكل لسان سبعون الف لغة يسبح الله بتلك اللغات كلها ،
ويخلق من كل تسبيحة ملك يطير مع الملائكة الى يوم القيامة ).
وهذا العمل يكون من خلال اعمال المؤمنين للخير ،
وان تعلق النفس الناطقة بالاعضاء يكون بالعرض لأجل كونها كاقشر الصاين للروح البخاري
الذي هو كزجاجة في مشكاة البدن ، زيتها يضيء مصباح النفس او كشبكة لحمام الروح الالهي
والطائر القدسي في ارض خربة فاذا انكسرت الزجاجة وفنى الزيت يقع ضوء المصباح في المشكاة
واذا تمزقت الشبكة واستحالت ترابا"وهواء وطار طائرها القدسي ، ييقلى له تعلق باجزاء متفرقة
في حياته الدنيا ، ولذلك لن تكون النفس مطمئنة ولن ترجع الى بارئها ،
الا بعد ان تتطهر وتتخلص من تعلقه هذا الذي اشرنا اليه وهو الدنيا.

ليست هناك تعليقات:

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...