الثلاثاء، 7 سبتمبر 2010

تجليات الحق سبحانه

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآله
التجلي :
لقد تجلى الله سبحانه في خلقه ولخلقه ،
وتجلى في الوجود للأشياء دون الانسان ،
حيث تجلى في الملائكة وما دون ، وكان ذلك التجلي هو الانسان ،
واما تجلي الحق في الانسان (هذا من اسرار العرفان )
لأن الحق عندما يتجلى في الانسان تارة للانسان واخرى يصل الانسان الى معرفتها باذن الحق سبحانه فكان تجلي الحق اعلى ،

- فمنها بفعل الحق
- ومنها ماكانت مرتبطة بصفة الحق
- واخرى بذات الحق (على المشاهدة).

حيث تجلى فعل الحق في خلقه وافعال خلقه ، لقوله تعالى (خلقكم وما تعملون).
حيث تجلى الفعل الالهي في الفاعل وفعله لعدم خلو كل حركة او سكون على الحق وقيومية الفعل ، لأن الفعل عارض ولابد ان يرتكز على ما يقوم فعليته ، وهو الفعل الالهي .
فعند خرق الحجاب الاول تتجلى انوار افعال الحق وتطفوا على افعال البشرية ، فيصعق الحق الفعل بالفعل .


1- التجلي بالافعال :-
حيث تتلألأ لأنوار التجليات افعاله ،
ولا يتجلى فعل الحق الا بعد ازالة الفعل النفسي الفاشي على القلب والمانع من وصول نور الحق المتوفر في كل الافعال ، وهذه اول مراتب الجنان .
2- تجلي الصفات :-
فقد تجلى الحق بصفاته في خلقه بصفة القدرة بالنفوس ،
وكانت قدرة المتجلي بها اعلى مستويات كمال الخلق ، فكان تجلي كامل قدرته بالنفوس العليا حيث تكليفها هو الطالب لذلك ،
اما مادونها فان كمال تجلي صفاته من اجل وصولها الى مرحلة الانسانية .
وان كل مخلوق لا يستطيع في مدارج الكمال الخاص الا بعد المرور بالمرحلة النفسية الانسانية ، حيث يصعب على غير الانسان الوصول للحضرة القدسية ،
لأن كمالات الوصول بحضرة الحق بالنفس البشرية ،
اما ما تجلى من صفات في خلقه من النفس الاخرى فكان بقدر ما يوصلها لكمالها الخاص او العام في عالمها وغايته وصول مرتبة النفس الانسانية ،
فكان تجلي صفات الحق في خلقه على قدر تحمل المخلوق ،
فكان تجلي الحق بفعله او صفته واقعة تجليات تجلي شامل لكل موجود على مستويات كل الموجودات ،
وهذا هو التجلي العام ، وهو يشمل الفعل والصفة بالمعنى الظاهري والباطني .
فتجلت حياة الحق في خلقه حتى بان منها ما بان وكل ذلك شامل لكل موجود ،
ولمعرفة ذلك يحتاج الانسان الى معرفة فناء الفعل والصفة .

التجلي الخاص :
يكون بالتقدم نحو الحق ، حيث كلما اقترب العبد افاض الحق بالانوار تجلياته ،
فيتجلى في عباده المقربين في الكمال ، حيث لا يكون هذا التجلي لأصحاب الغفلة فضلا على المخلوقات الاخرى ،

اعظم التجليات :
واعظم التجليات هي التجليات الذاتية ، فيفيض الحق بنور العظمة ، والذي هو تجلي نور الذات المجرد عن الصفات ،
حيث عندما تحرق الكثرة بنور الوحدة ، اذ ان نور العظمة الالهية هو الفيض الاخير المزيل لكل الحجب ولكل الصفات المعتقد قيامها بالذات ، بعد التجرد من الصفات السفلى ، فلا يبقى حجاب نوراني او ظلماني ، ولا صفة عليا ولا صفة سفلى ، فعندها يتجلى بحقيقته ، فتكون عندها الدخول في الوحدة ثم بقاء في فناء ، وهذه هي اعظم التجليات الذاتية.

تجليات البقاء :
ثم بعدها يكون تجليات البقاء اذ منها الفناء الثاني ،
وفي التجلي الخاص لو صح التعبير مستويات عديدة كلها توصل الى التجلي الذاتي ، لأن بداية الطريق اي بداية المسير بالحق ، فمن تلك التجليات المؤدية الى التجلي الحقيقي هو في قوله تعالى (وتجلى ربك للجبل) فان الحق يتجلى بتجلي ظاهرا"لرفع الاستعداد البشري او ازالة الحجب النفسية في بعض المخلوقات مع وجود تجلي فعلي بالمخلوق.
فهذا المستوى من التجلي والذي كان اعلى من استعداد المتجلي به الحق كان من اول التجليات الحقة ،
ففي مستويات اولى يكون التجلي على هذه الصورة ولكن بمستوى اقل من ذلك والمستوى الآخر وهو الذي ذكره سيد الشهداء ابي عبد الله الحسين
(عليه السلام) 


ويتجلى الله في قلبك ونور فكرك ،
وان علم المعرفة النابع من التوحيد الخالص ودين الحق
فيجب على كل فرد قبل الدخول في هذا الدين الذي ينبع من اسلام الروح
ان يطبق الشريعة بكل صغائرها ، ثم تطبيق المستحبات وترك المكروهات
ثم علم الاخلاق والتهذيب النفسي والتطهير القلبي ومن بعدها العرفان والمعرفة
الجزء الثاني : التجليات الالهية ---------------
------------
المستوى الآخر وهو الذي ذكره الامام الحسين(عليه السلام) في دعاء عرفة حين قال:
(تعرفت لكل شيء فما جهلك شيء ) :
يرى الفرد السالك تجلي الحق بكل شيء وليس خاص بمخلوق معين ، فيرى وجود الحق وجود تجلي بالاشياء
فعندما يستوي الخلق بالمعرفة فليس من جاهل بالحق سواء كان انسان او حيوان او مادون ذلك في برازخ الدنيا الظاهر او غير ظاهر ، فكل الخلق عارفون بالله ولكن كل على مستوى من مستويات معرفته ،
حيث منه يكون المسير الى معرفة مستويات الحقيقة .
والتعرف هنا هو تعرف تجلي لا تعرف ادراكي ،


وكذلك من مستويات التجلي هو ما اوضحه الحسين (عليه السلام) في قوله :
( انت الذي تعرفت الي في كل شيء فرأيتك ظاهرا"في كل شيء ).
وهذه المرتبة من التجلي هي من اسمى مراتبه حيث ينفصل بها السالك عن الخلق بالمعرفة
فيرى تجلي الذات ظاهرا"على صفات الخلق المنزلة من الحق فينفصل السالك عن المخلوق ويرى تجلي الحق
حيث لا يحجب الخلوق عن صورة الحق سبحانه ،
فعند ذلك لا يبقى الا حجاب واحد وهو حجاب الوهم النسبي المتراكم من النفس البشرية من تأثير الاعتقاد المبعدة عن الحق جل ذكره ،

وما اكثر من ذلك حيث تأثير العوالم الاخرى على الانسان ، لأن النفس اكتسبت بعض الصفات وتطبعت على افعال من عوالم اخرى ،حيث كانت هذه الصفات او الافعال ذات تأثير سيء على كل الناس ، لأنها ترسخت في النفس فمن الصعب ازالتها بفعل واحد او حياة واحدة وكذا العكس ، حيث بتكامل الانسان من خلال الاستعداد المكتسب من العوالم الاولى ، لأن الفعل بطبيعته لا يبقى مع الانسان (اي في ذهنه) وانما يبقى الاستعداد المكتسب من ذلك العقل والقابلية على القيام به ..

ومن مظاهر التجلي كما ذكره الامام الحسين(عليه السلام) في قوله :
(انت الظاهر لكل شيء)
حيث ان الحق عندما اظهر ما أراد من الأشياء اظهرها بصورة جمال بهائه لأنها دلائل وجوده فيها وليس لها حظ من الحقائق ، انما صورها هي ابواب لأصحاب الصور ،
وفي هذا يكون المستوى الذي تحدثنا عنه مسبقا" ،
فالدخول لا من حيث اراد الحق ، انما من حيث اراد الانسان .

والحمد لله وحده 



صادق الموسوي

ليست هناك تعليقات:

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...