الأربعاء، 2 فبراير 2011

مؤامرة أمريكية سعودية لقمع الانتفاضة المصرية

فراس الغضبان الحمداني




مؤامرة أمريكية سعودية لقمع الانتفاضة المصرية


فراس الغضبان الحمداني


كانت وستبقى الإدارة الأمريكية ولا نقول الشعب الأمريكي كثيرة الحديث عن الديمقراطية عظيمة الإسناد العلني والخفي للأنظمة القمعية والدكتاتورية التي تمثل مصالحها في المنطقة العربية وتضمن امن مدللتها المتغطرسة إسرائيل .

وربما لا تعرف الجماهير الغاضبة عن دهاليز السياسة الأمريكية وصفقاتها السرية وعملياتها القذرة واجتماعاتها الخفية وخير دليل على ما نقول هذا التعامل الأمريكي الخبيث مع الانتفاضات العربية الغاضبة والكل يتذكر ما حصل في انتفاضة العراق 1991 والآن في تونس واليمن وأخيرا وليس آخرا في مصر العربية .

ولو إننا تأملنا خطابات الرئيس اوباما والمؤتمرات الصحفية لوزيرة الخارجية كلينتون سيتضح لنا أنهم يمسكون العصا من الوسط فتبدوا تصريحاتهم مساندة وداعمة للمتظاهرين والمحتجين وضاغطة على النظام لتوفير الحرية وتحقيق البعض من طلبات المنتفضين ولكن حقيقة الأمر إن المخابرات الأمريكية ومعها الموساد الإسرائيلي وبتنسيق دائم وبدراية ورعاية من ( العاهر) السعودي تجري المحاولات المستمية لتحويل مسار الثورة بالاتجاه الذي يحافظ على المصالح الأمريكية وامن إسرائيل من خلال الإبقاء على هذه الدمى التي تحكم شعوبها بالقمع والتجويع والضرب بالرصاص مقابل فساد النخب الحاكمة وهدر المال العام وانتهاك ابسط الحريات .

إن السيناريو الأمريكي وبعد انهيار الأجهزة الأمنية المصرية حاول إن يضخم الأمور ويخلق حالة من الرعب بين المتظاهرين وعموم سكان المدن المصرية الثائرة خاصة القاهرة والإسكندرية والسويس فلجأت المخابرات الأمريكية بإعطاء إشارة غرضها تشويه صورة الثورة حيث زعمت بان هذه المدن تتعرض لمخاطر( البلطجية ) والعصابات الإجرامية التي ستهاجم البيوت وتغتصب النساء وتقتل الأولاد وتحرق المدن وتمارس القتل العشوائي في كل مكان ولتعزيز هذه الفكرة المخابراتية قامت مجموعة خاصة من الفرق القذرة للشرطة السرية بتنفيذ بعض العمليات النوعية ضد المواطنين وحرق مراكز الشرطة والاعتداء على المتحف المصري وقامت بعمليات لاستفزاز مشاعر الناس وتحرك مخاوفهم على كل ما تمتلكه مصر من تراث حضاري وثقافي وبقاء أنساني وبعد أن تمكنت من نشر هذه الإشاعات قام الطاغية مبارك مثل ما قامت قبله الحكومة الانتقالية في تونس بإجراءات شكلية للتغير وتم تشكيل حكومة انتقالية من عناصر انتهازية لمساندة حسني وحاشيته حيث وافق مبارك بعد 30 سنة من الامتناع باختيار رئيس جهاز المخابرات عمر سليمان أن يكون نائبا و تعيين رئيس أركان الجيش رئيسا للوزراء والإيعاز لوزير الدفاع طنطاوي للنزول إلى الشارع لتأكيد سلطة الجيش وإظهار أسراب من الطائرات تحوم فوق المدن المصرية وهذه الفعاليات محاولات استعراضية يراد منها تخويف الجماهير الغاضبة وإجبارها على التخلي عن مطالبها لكي يستطيع النظام من التقاط الأنفاس ويعيد ترتيب نفسه وإيهام الشعب بالتغيير والإقناع بإبقاء الدكتاتور في موقعه وذلك بعد إن نجح بتشويه سمعة الانتفاضة واعتبارها ثورة ( بلطجية وحرامية ) وإسقاط كل الرموز السياسية المعارضة وتشويه صورتها .

ورافق هذه المؤامرة عمليات إيقاف كل أشكال الاتصالات مثل الانترنت وال فيسبوك وحتى شبكة الهاتف النقال والتشويش على اغلب القنوات الفضائية التي تنقل الصورة الحقيقية عن الانتفاضة ومنع تحرك وسائل الإعلام الدولية واستعاضوا بقنوات سعودية بعد إن أوقفوا قناة الجزيرة وأصبحت قناة العربية وقنوات أخرى تمارس عملية التعتيم الإعلامي وتشويه الحقائق ودسها من خلال الادعاء بتغطيتها الحية للانتفاضة وفي حقيقة الأمر وكما لاحظ الجمهور العربي المتابع للأحداث إن قناة العربية ذات التمويل السعودي تنقل تفاصيل تعزز وضع النظام وتحاول أن تضلل الجماهير بأنه ما زال قويا ومتمكننا وانه بذات الوقت استجاب للبعض من نداءات التغيير وان بقاء مبارك هو خير لمصر بدلا من هذه الفوضى العارمة التي لا يربح منها إلا أعداء مصر حسب ما يدعون !! .

ترى هل إن الشعب المصري المعروف بعراقته وذكائه ستطلي عليه هذه اللعبة المزدوجة بين نظام مبارك المتهاوي وأمريكا والعاهر السعودي ؟ .

ليست هناك تعليقات:

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...