الثلاثاء، 8 فبراير 2011

برقية سربتها "ويكيليكس": قائد الجيش المصري موال تماما لمبارك ومحللون يقولون ان ضباط الصف الثاني يتعاطفون مع الشعب

واشنطن - شظايا الاخباري - أفادت برقية سرية مرسلة إلى واشنطن من السفارة الأميركية في القاهرة عام 2008 أن كوادر ناقمة من المستوى المتوسط لضباط الجيش المصري وصفوا القائد القوي للجيش المشير محمد طنطاوي، بأنه صاحب ولاء تام لمبارك.
وكان المشير طنطاوي اجتمع مع المتظاهرين المناوئين للحكومة في ميدان التحرير يوم الجمعة. ووجهت برقيات "ويكيليكس" المسربة نقدا حادا لقادة الجيش المصري.

وحملت برقية سرية أخرى من "ويكيليكس" نقدا أشد للمشير طنطاوي، وجاء فيها أن الجنرال ديفيد بترايوس، الذي كان حينئذ قائدا للمنطقة العسكرية الأميركية الوسطى، أن "استعداد الجيش المصري التكتيكي والعملياتي قد تعفن تحت قيادة المشير طنطاوي". ومع ذلك فقد استخلصت البرقية المؤرخة في كانون الأول (ديسمبر) 2008 أن "طنطاوي يحتفظ بدعم مبارك، ومن السهل أن يظل في منصبه لسنوات مقبلة".

وبينما تهز ثورة دخلت يومها الثاني عشر (يوم الجمعة الماضي) الأعمدة الأساسية في مصر، فإن إدارة اوباما تتبنى الآن عملية انتقال في مصر يساندها المشير طنطاوي وكبار القادة العسكريين، من شأنها أن تخفف عملية ترحيل مستفيدهم طويل الأمد، الرئيس حسني مبارك. وبغض النظر عمن سيصبح الرئيس المصري الجديد بعد انتخابات أيلول (ستمبر) المقبل، يقول الأميركيون أن الجيش المصري الغني والكتوم يمسك بمفاتيح الحكم في مصر، وبمستقبل البلاد، وبالتالي بموضوع الاستقرار في العالم العربي.

ويعترف مسؤولو الإدارة الأميركية مع ذلك بأن هناك الكثير مما يجهلونه بخصوص مؤسسسة ليست موحدة وتقوم بدور اقتصادي مواز، أي أنها نوع من "شركة الجيش المحدودة"، وتشارك في إنتاج التجهيزات الإلكترونية، والأجهزة المنزلية، والملابس والمواد الغذائية.

ورغم أن البنتاغون عزز علاقاته الوثيقة مع الجيش المصري الذي يتلقى 1،3 مليون دولار سنويا كمساعدة من الولايات المتحدة، فإن كبار المسؤولين الأميركيين يعترفون بانه لاوزير الدفاع الأميركي روبرت غبيتس، ولا الأميرال مايك مولين رئيس هيئة الأركان، له علاقة عميقة بنظيرهما المصريين.

وفي محاولة لضمان إبقاء الجيش على سلام كاف في الشوارع تمهيدا لبدء حوار مع المعارضة، اتصل غيتس أربع مرات هاتفيا بالمشير طنطاوي خلال الأسبوع الماضي، كما هاتف الأميرال مولين رئيس الأركان المصري اللواء سامي حافظ عنان. وقال مسؤول مطلع على الموقف: "لكن ليس هذا من نوع المواقف التي يتعامل فيها المتصلون مع بعضهم بالعبارات الشخصية". كما أن المسؤولين الأميركيين ليسوا واثقين من نمط تفكير المستوى المتوسط من القادة العسكريين المصريين، المتعاطفين مع المتظاهرين، وما إذا كانوا سينشقون عن الجنرالات المرتبطين بمبارك. ويعتقد الخبراء أن فرص انشقاق كهذا تبدو ضئيلة في الوقت الحالي.

لكن برقية مرسلة في أيلول (سبتمبر) 2008 من السفارة الأميركية في القاهرة إلى البيت الأبيض والخارجية الأميركية والـ"بنتاغون" تقول إن المستوى المتوسط من الضباط لم يتأثروا بما اعتبروه "قيادة عسكرية متحجرة". ونقلت البرقية عن محاورات بين الأكاديميين ومحللين مدنيين وصفهم للمستوى المتوسط بأنهم "ينتقدون بشدة وزير الدفاع الذي يعتبرونه فاقدا للفعالية ويضع الولاء لدى مساعديه في مرتبة أهم من المهارات".

ومع أن الجيش وصف على نطاق واسع في وسائل الإعلام بأنه يحظى باحترام الشعب، تقول البرقية أن نفوذه في أوساط النخبة قد انحسر.

وأضافت البرقية: "رسم الأكاديميون والمحللون المدنيون في الآونة الأخيرة صورة للجيش المصري على أنه يعاني من تدهور ثقافي واجتماعي، كما أن ضباطه انحدروا عن صفوف نخبة المجتمع".

ونقلت البرقية عن لواء متقاعد قوله إن رواتب الجيش تقل بكثير عن رواتب القطاع الخاص وأن "الوظيفة العسكرية لم تعد خيارا جاذبا للشباب المصري الطموح، الذي يتوق للانضمام لنخبة رجال الاعمال الجديدة بدلا من ذلك.

وتقول البرقية ايضاً إن الجيش رغم هذا ما يزال قويا من خلال شبكته التجارية والشركات التي يملكها الجيش، ويديرها في أحيان كثير الجنرالات المتقاعدون، وتعمل في مجالات المياه، وزيت الزيتون والإسمنت والبناء والفنادق وصناعات البنزين. كما يقوم الجيش أيضا بصنع التلفزيونات - ويشغل مصانع إنتاج الحليب والخبز. وفي خطوة جعلت الجيش أكثر شعبية، خلال أزمة نقص الخبز عام 2008، طلب مبارك من الجيش استخدام مخابزه لصنع الخبز للسكان المدنيين أيضا.

وقال روبرت سبيرينغبورغ، المحاضر في كلية "مونتري" بكاليفورنيا والخبير في شؤون الجيش المصري، إن هذا الجيش واصل قطف ثمار سمعته كمدافع عن الشعب منذ أن بدأت الاحتجاجات في مصر، لأنه امتنع عن قمع مئات الآلاف من المتظاهرين في ميدان التحرير الذين طالبوا بعزل مبارك.

لكن سبرينغبورغ قال إنه يعتقد أن قيادة الجيش كانت ترتب الأحداث، وشاركت في السماح بالهجمات على المتظاهرين التي قامت بها ميليشيات موالية للرئيس مبارك تركب الخيول والجمال - ولكن ليس الجيش، حتى لا يشوه صورته في عيون الجماهير.

وأضاف: "خلف الكواليس يسهل الجيش مختلف أنواع الهجمات على المتظاهرين. وهو يحاول تأمين انتقال نفسه. وهناك الكثير من الأدلة على تواطؤ الجيش، لكن المصريين في معظم الحالات لا يريدون الاعتراف بذلك فيما بينهم".

وأفاد المراسلون الغربيون على الأرض في ميدان التحرير إن من الصعب التأكد من تصرفات قادة الجيش ودوافعهم، لكن وبشكل عام فإن كودر الجيش أظهرت تعاطفا مع المتظاهرين وقد تكون القيادة إما غير راغبة أو عاجزة عن توجيه أوامر لجنودها بإطلاق النار على المتظاهرين.

واعتبارا من هذا الأسبوع بدا وكأن المشير طنطاوي والدائرة الصغيرة من العسكريين حوله وازنوا بين ولائهم لمبارك والتهديد الموجه للجيش الناتج عن الأزمة - واختاروا بقاءهم. وأعلنت الحكومة المصرية ان أهم عضو في هذه الدائرة، وهو عمر سليمان، النائب الجديد للرئيس وهو ضابط سابق في الجيش، سيقود الانتقال المدعوم من الجيش وصولا للانتخابات في أيلول (سبتمبر) المقبل. وقال المحللون السياسيون يوم الجمعة إنه بدأ في تولي الحكم في مكان مبارك.

وتكهن رجوي أسعد، وهو استاذ مصري في جامعة مينيسوتا، يوم الجمعة أن الجيش سيتخذ قرارا بارد الأعصاب حول مبارك. وقال: "إنهم عقلانيون، ومؤسسة تحسب الأمور بدقة. ففي اللحظة التي يقررون فيها أن الاحتفاظ به ليس في مصلحتهم، سيقودونه إلى الخارج".

لكن الجنرال أنتوني زيني، القائد المتقاعد للمنطقة الوسطى الأميركية التي تشرف على العمليات الأميركية في الشرق الأوسط، ذكر أن كبار قادة الجيش سيعاملون مبارك، الذي قاد سلاحهم الجوي ذات يوم، باحترام أكبر.

وأضاف: "أعتقد أنهم يريدون منه أن يرحل باحترام. وهناك إدراك بأن ذلك لن يتم بسهولة. ويتضح بشكل متزايد أنه يصرون على ذهابه بكرامة".

ليست هناك تعليقات:

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...