الجمعة، 4 فبراير 2011

الشعب العراقي مدعو للتضامن مع أهلنا في الديوانية!

بقلم: كاظم حبيب

كاظم حبيب
الشعب العراقي مدعو للتضامن مع أهلنا في الديوانية!

منذ سنوات تعيش مدن العراق مثل الديوانية والسماوة والناصرية والشطرة والحمزة وغيرها في أوضاع من البطالة والبؤس والفاقة ونقص الخدمات العامة. وتفاقمت هذه الحالة منذ سقوط النظام الدكتاتوري بدلاً من تحسنها.
فالبطالة المكشوفة والمقنعة والجوع والحرمان ونقص الخدمات والكهرباء ونقص المدارس الكافية للتلاميذ وطلية الثانوية حتى بات الناس يشكون من أوجاع الماضي والحاضر في آن.
إن المظاهرة الشعبية السلمية الأخيرة في الحمزة قد قوبلت يوم أمس من قبل الشرطة العراقية بالحديد والنار, وأسوأ مما كان يمارسه النظام الملكي ونوري السعيد ضد المواطنات والمواطنين العزل. ونتيجة لذلك سقط موتى وجرحى برصاص الشرطة وهراواتهم.
اليوم حيث ينتظر خروج مظاهرة شعبية في مدينة الديوانية عبأ النظام المالكي الجيش والشرطة ووضعه في الإنذار وطوقوا سجن التسفير خشية هجوم المتظاهرين عليه, علماً بأن المتظاهرين لا يحملون في أيديهم غير رغيف الخبز وفانوس ليعلنوا عن حاجة الناس إلى الخبز والضياء.
إنهم يطالبون بالكهرباء والعمل وإعادة الحصة التموينية التي قطعت عن أهالي محافظة الديوانية منذ أشهر, رغم الأوضاع المعيشية الصعبة جداً التي يعيشون تحت وطأتها والتي لا يمكن ولا يستطيع أن يحس بها أو يتصورها المالكي الذي يتسلم الملايين من الدولارات سنوياً كرواتب ومخصصات وغيرها. لقد كان نوري السعيد يحلم بالحصول على 1% من الراتب الشهري الذي يتسلمه المالكي وسواه من المسؤولين في العراق. إن فجوة الدخل ومستوى المعيشة بين النخبة الحاكمة حالياً وبين الغالبية العظمى من بنات وأبناء الشعب بلغت كالفجوة بين السماء والأرض, وهم يرددون "ناس تأكل بالدجاج وناس تتلگة العجاج". ها هم يصعدون على أكتاف وضحايا الشعب للسلطة ويركلون الشعب بأقدامهم. وحين يحصل مثل هذا الفعل, هل يمكن أن نتوقع احتراماً للمسؤولين من قبل الشعب؟ الجواب عند الشعب ويعرفه الجميع.
لا يمكن لنظام سياسي يحترم نفسه وشعبه أن يضع الجيش بالإنذار بسبب مظاهرة سلمية شعبية تطالب بالخبز والكهرباء, ثم يوجه نيران أجهزة قمعه لضرب المتظاهرين وقتل وجرح الناس وإشاعة الخوف في نفوس الشعب الذي يعاني ما يعانيه أهل الديوانية.
إن أهالي الديوانية ينتظرون من الشعب العراقي كله الدعم والتأييد والتضامن مع مطالبه لأنها مطالب كل الشعب العراقي. يجب أن نمنع الجيش والشرطة من توجيه الأسلحة إلى صدور المواطنات والمواطنين المتظاهرين. يجب أن ندرك أن الشعب العراقي قد تحمَّل الكثير والكثير جداً خلال السنوات الثماني الأخيرة, ولا يجوز له السكوت أكثر, في حين أن ثروات الشعب تنهب من قبل اللصوص القابعين في أجهزة الدولة أو العاملين في القطاعات الاقتصادية وفي التجارة وفي قطاع استخراج وتصدير النفط الخام ...
لنتضامن مع أهلنا في الديوانية, لنرفع صوت الاحتجاج على البطالة ونقص الخدمات وضد الفقر والحرمان,
لن يستطيع المالكي قمع الشعب المطالب بحقوقه وخبزه, وعلى من يتحدث بالديمقراطية ويشارك بالحكم أن يعلن عن رفضه لسياسة مواجهة المظاهرات بالحديد والنار, فالتظاهر جزء من حقوق الإنسان والمواطنة ولا يجوز منعها بأي حال. والطريق الوحيد لعدم وقوعها يتم عبر توفير العمل والكهرباء والماء وبقية الخدمات الأساسية. والاستجابة لإرادة الشعب في نشر الحرية والديمقراطية والمجتمع المدني هي المحك الذي يفصل بين الصدق والمخاتلة مع الشعب ومصالحه!
4/2/2011 كاظم حبيب



ليست هناك تعليقات:

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...